Friday, September 11, 2009

سحر و سمر



سحر و سمر
أصدقاء طفولة
السكن: بجوار بعضهما، فأهاليهما كانوا و مازالوا جيران متحابين و متصالحين. منذ عشر سنين انتقلوا للحي الجديد و الذي تم تغيير اسمه لدخول العمران إلى تلك المنطقه و لحسن حظهما منزلي العائلتين بجوار بعضهما
بما أن الصدفة تلعب دور كبير في حياتهما .. اكتشفت كل من سحر و سمر بأن غرفهما متشابه و مطله على نفس المنظر الخارجي!
منظر جميل و رائع .. اشجار و حدائق خضراء .. ساحات واسعه تتراقص فيها الطيور و العصافير بحرية على انغام الطبيعة ..
و منظر اخر .. اسوار سوداء عاليه و باحة واسعه من المجهول يملؤها أنين الصمت المرعب! " لا حياة في هذا المكان" هذا ما تردده سمر كل مساء عندما تستيقظ و تفتح الشباك في محاوله يائسه للحصول على جرعة نشاط بعد حالة الخمول الذي مرت به منذ 12 ساعة!!
المنظر الاول كان ما تراه سحر كل يوم .. "سبحان الخالق" كلمة ترددها كل ما تقع عيناها على الحديقة الغناء .. أما سمر فترى الحديقة ذاتها ولكن بعد غروب الشمس .. متأخره كعادتها .. ترضى بوصولها متأخره و حصولها على "لا شيء" مما يناله الكثيرين حولها .. و تردد دائما: "حظي مب حلو، نحاسه في نحاسه"!!
بالرغم من العلاقة الوثيقه بينهما و التربية في بيئة واحده إلا ان لكل منهم اتجاه مختلف و نظره تختلف تماما عن الاخرى
@@@
دائماُ ما نردد مثل هذه العبارات عندما لا نسعد بما نراه امامنا او نحصل عليه و عندما تفوتنا بعض الفرص .. فما هو السبب يا ترى؟
هل فكرت يوماً في الاسباب التي أدت لحدوث او عدم حدوث الامر الذي تريد؟
إن لم تكن انت السبب المباشر، فأنت بلا شك المسؤول الأول و الاخير عن النظرة السلبية التي ما أن تبدأ في الانطلاق لا يستوقفها إلا حدوث أمر معاكس او حدث جديد ينسيك ما مضى!
سمر على سبيل المثال لم تحاول يوما من الايام تغيير موعد نومها لتصحى مبكرا و ترى اشراقة الشمس الجميله و الغابه المرعبه ليلا التي تصبح جنه مع كل صباح .. فهي تبقى متمسكه بـ "البلوك آوت" الكاتم على أنفاس نافذتها لكي لا تزعجها شمس الصباح و لا النور الذي يكسر سكون الظلام في غرفة نومها .. فالظلام وحده هو الباعث الرئيسي لكل ما هو سلبي –في حياتها بالأخص.
كن سحر ولا تكن سمر .. و اسعد بيومك قبل فوات الاوان .. و "البلوك آوت" خله لتغض النظر عن ما يعكر صفو حياتك ولا تجعله يحجب عنك كل شي!

No comments: